التشكيلي ردفان المحمدي يكشف عن بطلة لوحة “الوداع الأخير”
1 min read
ردفان المحمدي الفنان التشكيلي البارع تألق بريشته الواقعية كان توجهه للفن التشكيلي صدفة جميلة اضافت للوحة اليمنية والعربية رونقًا وبريقًا وبسطت له العالمية علی غرورها بعد أن غزاها بريشته والوانه عبر لوحة ” اليمن السعيد ” ونال لقب أفضل فنان تشكيلي عربي للعام 2016 كما فاز بعدة جوائز محلية وعربية ودولية وتقلد منصب مدير بيت الفن في تعز حتی 2012 ثم مؤسس ورئيس المنتدی العربي للفنون بصنعاء، شارك في أكثر من 50 معرضًا جماعيًا وأربعة فردية فقد اتسمت مسيرته الفنية بالصبر والجهد والكفاح، حقًا.. هي أنامل ذهبية صاغت واقعنا وفضاءاتنا الحالمة.
حوار/ضفاف العزاني
حاليًا أنت مقيم في القاهرة فهل من طابع اضافي او مختلف للريشة والألوان هناك؟
الاختلافات البيئية تؤثر على العمل الفني وتحولاته فرسامي اليمن الوانهم تختلف قليلاً عن ألوان فناني مصر لكن التقارب كبيرًا بينهم لكني جئت الى مصر وأنا محمل بألوان اليمن والأساليب الفنية التي يتبعها معظم الفنانين اليمنيين ومع ذلك اضافت لي الحياة في مصر الكثير من المعارف والتجارب المختلفة عما كنت في السابق..
لكل فنان تشكيلي حوار داخلي برأيك كيف ينجز الفنان التشكيلي لوحة بجمالية؟
هناك لوحات واقعية لا تحتاج لفكرة وانما لجهد في التفاصيل والإثراء اللوني وهنا يعرف الفنان متى يبدا ومتى ينتهي قد يطول انتاج اللوحة بسبب دقة التفاصيل والإخراج اللوني لها اما الأعمال التي تحتوي على فكره فهنا لا يستطيع الفنان معرفة البداية والنهاية..
يبدا الفنان برسم عمل فني ضمن فكرة ما وأثناء رسمها تتوارد الكثير من الافكار والمضامين فيقوم بالتغيير بناء على الإلهامات الجديدة ولهذا بداية اللوحة شيء ونهايتها شيء اخر
ولا يعني هذا خروج اللوحة عن المضمون خروج كلي فالفكرة الأساسية تظل هي نفسها ولكن الفروع والاختلاف في رسم العناصر هذه تتغير.
تظهر الموضوعات المعاشة في اعمالك فما هو جديدك؟
في الفترة الأخيرة مقل في الرسم بسبب انشغالي بأشياء كثيرة لها علاقة بالفن ايضا من خلال التجهيز لمعارض للفنانين اليمنيين وعمل موسوعة إلكترونية للفنانين اليمنيين وهذا ما جعلني اتوقف عن الرسم خلال ٢٠٢٢ لكن بشكل عام أحب التنوع بالأعمال فارسم الواقع المعاش بأحداثه وأرسم المشاهد الجمالية في اليمن وارسم اعمال عن مصر او اعمال تجريدية.
لوحة وريقة الحناء
لوحة اليمن السعيد
يُقال أن الفنون التشكيلية أصعب انواع الفنون ذهنيًا وعضليًا ولما يجتاح الفنان من مشاعر وأحاسيس هائلة، فما اللوحة التي حيرت وأرقت ردفان؟
اللوحات التي تحتوي على موضوع هي من تأخذ مني وقت أطول وجهد فكري كبير، كـ لوحة اليمن السعيد رسمتها خلال سنة بشكل متقطع ولوحة ماذا بعد ولوحة حافة المكان رسمتهم في سنة ونصف
” الوداع الأخير” لوحة حققت شهرة كبيرة فما القصة وراءَها ؟
لوحة الوداع الأخير لوحة من المدرسة الرومانسية وهي أول لوحة لي في هذه المدرسة ورسمت هذا العمل برغبة وارتياح كبير
أولا الفتاة المرسومة أنا من قمت بتصويرها في الجزائر عام ٢٠١٠ وهي فنانة ايرانية كنا مشاركين مع بعض في المهرجان الدولي للمنمنمات والزخرفة الإسلامية
بعد أن انتهينا من رحلتنا لميدان المليون شهيد في الجزائر ونحن على وشك الرجوع للفندق، قعدت على كرسي الباص انا وصديق لي، بعد قليل رأيتها تتحدث من خارج الباص لأحد الفنانين من إيران
كان المشهد امامي رأيت انها ستكون عمل فني مميز اخرجت الكاميرا وقمت بتصويرها دون أن تنتبه فلو انتبهت بالتأكيد سترتب نفسها للصورة ولن احصل على الصورة التلقائية التي في بالي
وبعد الانتهاء من المهرجان رجعت لليمن وبدأت برسمها نهاية ٢٠١٠
ولكن اللوحة لم أكملها فتركتها لسنوات على جنب وبعد استقراري في صنعاء عام ٢٠١٣ أكملتها ولكي أضيف للعمل خلفية تتناسب مع ملامحها وحالة الحب والحزن التي اتسمت على ملامحها فجعلت الخلفية منظر غروب..
هل تتبع الوضوح في رسم لوحاتك أم أنك تفضل بعض الغموض تأثرًا بقول الأديب والشاعر فيكتور هوجو ” لا تُكثر الإيضاح فتفسد روعة الفن “؟
هناك اعمال كثيرة لي واضحة ضمن المدرسة الواقعية والتأثيرية
ولي أعمال فيها غموض ورسمتها ضمن المدرسة السريالية أو التشخيصية.. فأنا أحب الايضاح وأحب الغموض حتى اُلبِي أكثر من ذائقة للفن.
إلى أي مدرسة فنية تتجه أعمالك؟ وهل هناك اخری تأثرت بها؟
أنتمي لعدة مدارس لكنني واقعي تأثيري في المقام الأول ثم سيريالي تشخيصي في المقام الثاني ولي تجارب ضمن المدرسة التجريدية..
ما واقع اللوحة اليمنية؟ وهل هناك معوقات في تقدم العمل الفني التشكيلي في اليمن؟
تتكاثر اللوحة اليمنية مع زيادة عدد الفنانين اليمنين الا أننا امام مشكلة كبيرة هو قلة وندرة الجاليريهات الخاصة ببيع الأعمال الفنية والمؤسسات الثقافية الفاعلة في ذات المجال حتى تستوعب كل هذا الكم من الفنانين.
من لوحات الفنان المحمدي
لوحة الوداع الأخير
ما الذي ينتظره الفن التشكيلي بصفة خاصه والفن بصفة عامة من وزارة الثقافة اليمنية؟
ينتظر الكثير والكثير ينتظر عمل جاليريهات للعرض عمل ملتقيات دولية عمل دار اوبرا للغناء عمل مسارح كبيرة دعم القطاع الفني من أجل تقويته وترسيخ مفاهيمه للمجتمع اليمني فنصف المجتمع يؤمن ان الفن حرام..
إن لم يكن ردفان المحمدي فنانًا تشكيليًا ماذا كان يمكن أن يكون؟
الطموحات كثيرة والرغبة تتواجد في أكثر من اتجاه أكثر ما يشدني في الفن الغناء والتمثيل
وقبل هذا شدتني كتابة الشعر والرواية وكان لي محاولات بسيطة في اعتقادي لو استمريت كان ممكن يطلع مني روائي او شاعر جيد
في الختام ما الحلم الذي ينتظره ردفان؟
أتمنى أن أرى اليمن كأي دولة تقدس الفنون وكأي شعب يعتبر الفنون جزء من روتينه اليومي ولا يعيش حياته
إذا لم يكن هناك فن
أتمنى أن أرى دار أوبرا في اليمن
وأن يكون هناك قاعات سينما ومسرح
وأن يبدا الفنانين اليمنيين بعمل أفلام عالمية كل هذا سيعرف اليمن الوجه الفني بدل من تعريف اليمن ان المجتمع يميل للحرب أكثر من أي شيء.