فريق ألماني ينتشل امرأة بعد 100 ساعة تحت الأنقاض بتركيا
1 min read
عن كثب/.. انتشل فريق إنقاذ ألماني امرأة على قيد الحياة من تحت أنقاض مبنى منهار في تركيا اليوم الجمعة (10 شباط/فبراير 2022) وسط هتافات من شهدوا عملية الإنقاذ بعد نحو 104 ساعات من بقائها تحت الأنقاض بسبب الزلزال الذي خلف الموت والدمار في أنحاء المنطقة.
وبعد أن نقل عمال طوارئ ألمان زينب كهرمان (40 عامًا) بعناية على نقالة من بين الكتل الخرسانية المحطمة وأسياخ البناء المتشابكة التي بقيت من المبنى في بلدة كرخان بولاية هاتاي إلى سيارة إسعاف، قال رئيس فريق الإنقاذ ستيفن باير: “الآن أنا أؤمن بالمعجزات”. وأضاف: “يمكنكم مشاهدة الناس يبكون ويتعانقون. إنه لأمر يبعث على الارتياح الكبيرة أن تخرج هذه المرأة في ظل هذه الظروف بهذه الحالة. إنها معجزة”.
وأكدت منظمة “آي إس أي أر” الألمانية غير الحكومية على تويتر أن “فريق إغاثة استغرق 50 ساعة لشق طريق عبر الركام للوصول إلى هذه المرأة”، مضيفة أن المرأة وضعت في عهدة أطباء “على الفور”، وحالتها “مستقرة”، وفقًا للمنظمة. وقال المتحدث باسم المنظمة غير الحكومية ستيفان هاين لوكالة فرانس برس إن “عملية الانقاذ كانت معقدة جداً لأنّ الممر كان ضيقًا جدًا”، مؤكداً أنّ “العمل تم بالسنتيمتر باستخدام كسارات صخور”. وأضاف: “بقيت المرأة على بطنها لفترة طويلة، بالقرب من أقاربها المتوفين”.
وأكد العضو في المنظمة غير الحكومية المتخصصة بمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية “بالنسبة لنا أيضًا، كان هذا التدخل فريدًا”، وأضاف: “لم يسبق لنا التواصل مع شخص تحت الأنقاض لفترة طويلة إلى هذا الحد”.
وبينما استلقت كهرمان على النقالة وتم وضع ذراعيها على صدرها مع حماية عينيها من الضوء المفاجئ بنظارات داكنة. نظرت شقيقتها الصغرى زبيدة إلى عضو في الفريق الألماني الدولي للبحث والإنقاذ واحتضنتها. وقالت مدربة كلاب الإنقاذ تمارا ريتر بينما كانت الحشود تصفق: “نجت المرأة. لم تستسلم”. وقالت أسرة كهرمان لرويترز هذا الأسبوع إنها انتظرت يومين حتى يصل رجال الإنقاذ بعد زلزال يوم الإثنين.
وكان عمال الإنقاذ الألمان قد تواصلوا مع زينب بينما كانت لاتزال على عمق كبير تحت الأنقاض وأوصلوا لها المياه من خلال خرطوم. وفي مرحلة ما، ساعدوا زبيدة على النزول على سلم قريب من موقع شقيقتها للتحدث معها.
وصمدت زينب لفترة تخطت 72 ساعة التي يعتبرها الخبراء حاسمة للعثور على ناجين تحت الأنقاض. ويتم إنقاذ أكثر من 90 بالمئة من الناجين من الزلزال في غضون ثلاثة أيام من وقوع الكارثة. وقد تتفاوت هذه المدة إلى حد كبير جراء الطقس وتواتر الهزات الارتدادية وسرعة وصول المساعدات إلى مكان الحادث.
وبلغ عدد القتلى في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا حتى صباح اليوم الجمعة 21 ألفًا، في اليوم الخامس بعد الزلزال الأكثر فتكًا في المنطقة منذ عقود. ويعيش مئات الآلاف بلا مأوى ويعانون من نقص الغذاء في ظروف الشتاء القاسية، وهم في أمس الحاجة إلى جهود إغاثة متعددة الجنسيات للتخفيف من معاناتهم.