عن كثب/صنعاء.. تعمل مجموعة من الشباب اليمني على العزف والغناء برفقة ”آلة الطربي“ أو ما يُطلق عليها محليًا ”القنبوس“، كتتويج لأشهر من التدريب على صناعة وعزف هذه الآلة الموسيقية اليمنية القديمة، بمشهد قل أن يتكرر في بلد تعصف به الحرب منذ سنوات.
وجاءت الفعالية بعد الانتهاء من مشروع ”عودة إلى السطح“ ضمن برنامج ”تعزيز فرص سُبل العيش للشباب الحضري“ بالشراكة مع منظمة اليونسكو، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، لوقف اندثار بعض الآلات الموسيقية القديمة.
وعزف الشباب والشابات في قاعة المركز اليمني للموسيقى والفنون في صنعاء، يوم الأربعاء الماضي، وأدّوا عددًا من الأغاني اليمنية القديمة، بهدف إعادة الحياة إلى هذه الآلة الموسيقية اليمنية التي تتعرض حاليًا للاندثار بسبب انتشار آلة العود، وتلاشي صانعي ”القنبوس“، واختفاء العازفين، ليكون التدريب، وفق فؤاد الشرجبي رئيس البيت اليمني للموسيقى، ضمن محورين، تدريب الشباب على صناعة ”آلة القنبوس“ وأيضًا تعليم مجموعة أخرى العزف عليها.
وتعد ”آلة الطربي“ من أقدم الآلات الموسيقية اليمنية، وظهرت في بعض النقوش اليمنية القديمة، وأثناء حكم الإمامة في المناطق شمال اليمن، تعرضت الآلة لما يشبه الحرب عليها، ما اضطر الكثير من صانعيها لتغيير مهنهم، وإحجام العازفين عليها عن استخدامها، حتى قيام ثورة 26 سبتمبر/ أيلول العام 1962.
ورأى الشرجبي في حديث لـ ”إرم نيوز“ ان ”آلة القنبوس كانت عنصرًا أساسًا من عناصر الأغنية اليمنية القديمة، وساهمت بشكل فعلي في إعطاء قيمة فنية للغناء في اليمن بشكل عام“، مشيرًا إلى أن مشروع ”العودة إلى السطح“ يهدف إلى ”الحفاظ على الآلات الموسيقية اليمنية، وإعادتها إلى أيدي العازفين من جديد، والحرص على إعادتها إلى المستوى اليمني، والعربي، والعالمي“.
وتصنع آلة القبنوس، من قطعة خشبية واحدة، وتنحت يدويًا، ويراعى فيها استخدام الأدوات المحلية، وتغطى بقطعة من الجلد الطبيعي، لتكون أداة موسيقية وترية، وعدد أوتارها 4، بينما آلة العود العربي لها 6 أوتار ثنائية، كما تتميز عن العود العربي بصغر حجمها.
وبات استخدام ”القنبوس“ في الأعراس والمناسبات الاجتماعية نادرًا جدًا، ويقتصر على بعض المطربين ومن كبار السن، لكنه تحول إلى قطعة أثرية في منزل بعض قدماء المطربين والشخصيات الأدبية اليمنية.