عن كثب/خاص
أثار أوبريت “أنا اليماني وهذا زماني” جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي بعد طرحه رسمياً مساء الخميس الماضي.
الأوبريت الذي شارك فيه نخبة من الفنانين اليمنين وهم “الموسيقار أحمد فتحي، والفنانة بلقيس، وعمر ياسين، وماريا قحطان، وعمار العزكي”، حقق انتشار كبيرا وحظي بإشادة كبيرة من قبل نشطاء مواقع التواصل، كما أثار موجة انتقادات من قبل البعض الذين اعتبروه عملاً ناقصاً وغير مكتملاً أو باهتاً.
وفي خضم الجدل المحتدم حول الأغنية، اكتفى وزير الثقافة الأسبق الأستاذ خالد الرويشان بالقول “شعب لا يَغضب غيرةً على الجمهورية واليمن الكبير.. فقط تغضبه كلمات أغنية لم ترق له!”، في إشارة منه إلى أن صمت الشعب عما حدث ويحدث بحق اليمن ونظامه الجمهوري خلال أكثر من سبع سنوات، وانشغال الجميع في انتقاد المبدعين الذين تفتقد الساحة اليمنية وجودهم أكثر من أي وقت مضى _ لهو شعب أو جمهور غير واعٍ وغير مسؤول.
أما الكاتب والناقد صادق القاضي فأكد بأن الأوبريت لا يستحق النقد معتبراً أنه لم يصل لدرجة الأعمال الفنية التي يجب أن يخوض النقاد فيها سلباً وإيجاباً.
من جانبه قال وزير الإعلام الأسبق حسين العواضي بأن الأوبريت لم يأتي بجديد منتقداً بعض الكلمات والدلالات التي وردت في النص، غير أن طرحه هو الآخر قوبل بانتقاداً كونه استخدم اللهجة المصرية في المنشور الذي انتقد فيه أوبريت “أنا اليماني وهذا زماني”.
بدوره قال الكاتب ريان الشيباني في صفحته على الفيسبوك أن “ورطة” أغنية “أنا اليماني”، نابعة من عوامل عدة، أولها، عدم قدرة القائمين على العمل، الفصل بين أن تكون الأغنية إعلان تجاري بطابع فني، أم أغنية فنية بطابع إعلاني.
وأشار الشيباني إلى أن الترويج الذي سبق طرح الأغنية
هيأ الجمهور لعمل كبير، غير أنه شعر بخيبة أمل بعد طرحها رسمياً.
ولفت إلى عدم وجود بنية درامية، ولو بسيطة، داخل النص الغنائي، لنبدو وكأننا أمام أربعة مقاطع غنائية مفتقرة لروح الهارموني، كون معدّو العمل يفتقرون للوحدة الموضوعية التي تأهلهم إنتاج عمل متجانس.
ويضيف ريان “.. الذين تعاطوا مع هذا المنتج على إنه أغنية وطنية، كانت لديهم حجج واضحة، بأن هناك من يحاول الضحك على ذائقتهم، ولو تقنيًا”.
وختم بالتأكيد على وجود أزمة هوية واضحة تمثلت في دخول الفنانة بلقيس على خط العمل، ونحن الجمهور الذي لا يعجبنا شيء، لا نتمنى أن يؤثر اكتشافها المتأخر لموطن الأجداد، على هويتها المكتسبة، لصالح ما نحن عليه من الوهم ومغادرة حاضرنا إلى “البوتقة الوسخة للتاريخ” حد تعبيره.
