عن كثب/.. حدث مهم تترقبه البشرية، الثلاثاء، فعدد سكان العالم قد يبلغ 8 مليارات، وسط زيادة في متوسط العمر المتوقع، وانخفاض معدل وفيات الرضع والأمهات، الأمر الذي يفرض تحديات عديدة.
فبعدما كان عدد سكان العالم عام 1800 مليارا واحدا فقط، أعلنت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، في تقرير صادر عن المعهد الوطني للدراسات الديمغرافية، أن البشرية ستتخطى حاجز 8 مليارات نسمة، مع كل ما يمثّله ذلك من تحديات مستقبلية.
وأضافت الأمم المتحدة أن النمو السكاني يتباطأ من عام إلى آخر، على المستوى الدولي، على الرغم من أن نسب الخصوبة والولادات، متباينة وفق المناطق.
عالم مكتظ
منذ 50 عاما، كان يولد في المتوسط 5 أطفال لكل امرأة، أما الآن، فيولد طفلان على الأقل، لكل امرأة، ومن المرجح أن يستمر الاتجاه في الانخفاض خلال العقود المقبلة.
تُظهر القارة الإفريقية وحدها نتائج معاكسة لبقية القارات، وتشهد على الدوام ازدهارا ديمغرافيا، ومعدلات خصوبة وإنجاب عالية للغاية.
من ناحية الموارد، تتطلب تلبية احتياجات البشرية بطريقة مستدامة وجود 1.75 كوكب أرض وفق شبكة “global footprints network” والصندوق العالمي للطبيعة.
من ناحية المناخ، يشير أحدث تقرير لخبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة، إلى أن النمو السكاني هو أحد المحركات الرئيسة، لزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لكن مساهمته فيها أقل من مساهمة النمو الاقتصادي.
رغم وجود ما يكفي من الغذاء من الناحية الحسابية، لسد حاجات ثمانية مليارات نسمة، إلا أن 800 مليون شخص، أي واحد من كل 10 أشخاص على هذا الكوكب، يعانون سوء التغذية المزمن.
توقعت الأمم المتحدة أنه في نهاية القرن الجاري، سيبدأ معدل الوفيات في تجاوز معدل المواليد، بسبب تباطؤ النمو السكاني في العالم، وبالتالي، ستشكل شيخوخة السكان تحدي القرن القادم.
ووفق ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر فريدريكا ميير، فإن ارتفاع عدد السكان مجددا بذات الوتيرة بعد بلوغ عتبة الـ8 مليارات، سيستغرق 100 سنة.
وأضافت ميير: “بدأ نمو السكان السريع منذ 20 عاما، وذلك بفضل ارتفاع معدلات الخصوبة”.
وفيما يتعلق بالرابط بين النمو السكاني وأزمة الغذاء، قالت ميير: “المشكلة في هدر الطعام وضرورة العمل على تنويع مصادره”.
وأوضحت: “من الضروري تبني سياسات قائمة على تنويع مصادر الغذاء، وعمل المنظمات المعنية على تبني ممارسات غذائية جديدة تواكب المتغيرات، وتشجيع الحلول والطرق الزراعية الحديثة وخاصة في القارة السمراء”.
وشددت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان على أهمية التركيز على الفتيات ودعمهن ببرامج توعوية تحث على مواصلة تعليمهن، وحصولهن على فرص عمل، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في تخفيف الارتفاع بأعداد السكان، لأن حصول ذلك يعني تأخر زواجهن وإنجابهن لأطفال.