عن كثب/خاص.. المجتمع الدولي غير جاد في إيقاف الحرب في اليمن، وكلما يقوم به هو البحث عن امكانية لتوسيع الهدنة لا أكثر، ولانشغاله بأوكرانيا يريد أن يعمل للحرب في اليمن “إيقاف مؤقت” لوما يتفرغ لإدارة الحرب من جديد.
معروف عن الأمم المتحدة اهتمامها بإدارة الحروب “الترند” التي تشغل العالم، ولذلك من الطبيعي أن تتجاهل الحرب اليمنية التي اعتبرت منسية منذ انطلاقها في مارس 2015.
وبالرغم من أن المجتمع الدولي يثبت بأنه لم يعد له مصلحة حالية مباشرة من الحرب في اليمن إلا أنه لم يعمل على إنهائها وإنقاذ ملايين اليمنيين من ويلاتها خاصة وأنه يدرك عدم رغبة أطراف الصراع في اليمن بالتوقف عن القتال الذي يتربحون منه في الداخل والخارج.
ليس أمام المجتمع اليمني سوى التعاطي مع حقيقة أنه شعب منسي اختطفت دولته ومؤسساتها بإشراف وتواطئ عميق من قبل المجتمع الدولي، وبالتالي البحث عن الخلاص من هذه الحرب بأدواته التي يجب أن يبتكرها ويعتمد عليها.
لم يجني اليمنيون من الهدنة التي مددت مرتين أي فوائد تذكر، فعملية تجنيد الشباب ظلت على حالها كما لم يتسلم أي موظف يمني مرتباته المنقطعة منذ ست سنوات، ولم يستطع الحركة بحرية بين مدن وقرى بلاده المختطفة الممزقة.
وحدهم تجار وقوَّادي الحرب هم من استفادوا من الحرب كاستراحة لملموا فيها شتاتهم وعالجوا جراهم، وجندوا الشباب الذين لم تأكلهم الحرب بعد ليخوضوا بهم جولات جديدة من الحرب القذرة.
وانتهت الهدنة رسمياً عندما بدأت أطراف الصراع باستعراض قواتها في صنعاء وعدن ومأرب وتعز وشبوة وغيرها، ولا معنى للتقارير والزيارات الخادعة التي تعلن عنها الامم المتحدة عبر مبعوثها الى اليمن، فالحرب أستئنفت فعلاً.