رواية ذلك الكهل لأمين غانم: استنشاق عبق الفُل من ثنايا بلد منهك
1 min read
بقلم: صلاح الهلالي
غالباً ما يدور الحديث، عن سحر الكتب، ولا يقال بما فيه الكفاية،
إن هذا السحر مزدوج فهناك سحر قراءتها وهناك سحر الحديث عنها (أمين معلوف)
أما أنا اليوم فسحرتني قراءة هذه الرواية ، وهناك سحر أخر وشغف أخر سوف أتحدث عنه
في هذا الملخص ، في وقت زمني ، لم يتجاوز الثلاث ساعات كانت مقسمه ، على يومين وعلى جلستين قراءة،
وعلى كوبين من قهوة (دانكن )أيضاً أنتهيت من قراءة رواية (ذلك الكهل) للصديق والكاتب البش مهندس( امين غانم) والذي أوجه له التحية والحب ، عن دار نشر ليندا عبد الباقي هو الأخر والذي نقدم لكل العاملين فيه كل الشكر والإمتنان، إذاً سوف أبدآ من هذه النقطة ، الكوارث وما تسببه من موت جماعي ، من هنا بدآ الكاتب روايته، قائلاً في العام (1982) زلازل يضرب مدينة ذمار الزمان والمكان لا يمكن فصلهما عن بعضهما، في سرد وبداية الرواية ، وهذه النقطة بالتحديد تتيح للقارئ التنقل بفسحه أكبر بين والتعمق بالنص ، أيضاً تذكرني هذه البداية، برواية (الميل الأخضر ) للروائي الأمريكي ، ستيفن كنج عند قال حدث في ذلك العام (1932) أيام كان سجن الولاية
ما يزال في كولد ما ونتن، وووالخ.
لو تكلمت عن الشخوص وما ميز الكاتب هو عدم ذكر الشخصيات، في المقدمة، كلها بل ترك للقارئ، اكتشاف الشخصيات. الأخرى من خلال الأحداث ، شخوص كثيرة وأحداث شيقة بالرواية
لا يتسع المجال لذكرها هنا وفي هذا الملخص، لكن سوف نذكر البعض منها مثل
عصام ..ماجد ..جابر ..
وعلى رأي الكاتب في البداية كل ما نرغب بتحقيقه، يحتاج لبدايات، أنجزت في أزمنه سابقة. الناس تعيش أيامها كتتمات سريعة، لنزاعات أو خلخلات، لم نجد بدأ من إكمالها
وبطريقه تخلو من الخيال العريض والمتعافي، تطرق الكاتب إلى وضع البلد الاقتصادي . وظاهرة حمل السلاح والاقتتال الغير مبرر ، ومشاريع اليساريين الذين ذهبوا. ووفاء بعض الأشخاص للحزب الذي ينتمون إليه، وخليط بين الحزب والثقافة السائدة التي ينتمون إليها ويؤمنون بها وبين وفائهم، للعمل الحزبي المنظم، ثم يرحلون تاركين كل شيء يرحلون بلا عودة، وتخلد ذكراهم بقصص كفاحهم وحياتهم البطولية، عندما قال الأبطال لا يموتون، إنهم أحياء خالدون، في أوردة العاشقين للحرية.
قصه أخاذة تظهر فيها معالم المدن وجمالها، إبتداءاً، من مدينة الجمال والخضرة وابتهاج الروح مدينة (إب ) تلك المدينة الذي يغيب جمالها عند غروب الشمس والذي تحدثت عنها سابقاً في مقال لي .أيضاً مدينة الرياض المدينة الكبيرة والجميلة الاحتواء، والقاهرة ومقاهيها، الجميلة ومعالمها وكولالامبور، مدينة ناطحات السحاب ، ومدينة الحديدة وعن مزارعها والذي يستنشق القارئ رائحة الفل عبر الورق.
وصنعاء عاصمة الروح والغناء والتراث، وعدن وأسواق البخور العدني والعطورات، ذو الخلطات الساحرة، وتعز ورائح المشاقر الفواحة، بالأسواق ، الحب لم يغيب عن النص ، وهذه المرة يأتي عن طريق أغنية الفنان الراحل علي عبد الله السمة ، عندما يخاطب المحبوب حبيبته، قائلاً يا مظلوم لا تحزن.. يا محروم لا تشجن .
تأسف على ما مضى .. واللِّي مضى ما يعود
يا قلب يكفيك ضنى .. من الحبيب الجحود
الحب يشتي وفاء
ما لي وحسن الخدود
ما لي وما للحلى
ولبس تلك العقود
بالله يا اهل الهوى
أنتم علينا شهود
من الذي مننا
قد خان تلك العهود
وَسَّطت جُمله عليه
وأقول عسى أو يعود أيضاً للشاعر مطهر الارياني حضور في واحدة من أجمل قصائده الملحمية، الشهيرة وهي (البالة)وهي الملحمة التي جسدت بصوت الفنان على عبد الله السمة ، والتي تحاكي معاناة، واغتراب الأنسان اليمني قديماً وحديثاً أيضاً، وسكان الأرخبيل من الكهول والذي يعيشون أعمارهم كاملة، بقناعة.
عيش الجزر ، وطقوسها المتقلب، وما يحملونه من قدر الأسفار ، والترحال برحلات طويلة، لم تكتمل.
لغة الرواية وهي الشي الأكثر إبهاراً في هذه الرواية ، تذوق جمال اللغة العربية لغة ساحرة، تجذب القارئ محققة، له المتعة والفهم في أنن واحد، لغة تتمتع بالانسجام الكتابي وتتحلى، بالجاذبية، القرائية، وبالأخير ملامح شظف العيش وبؤسه، هي كل الحكاية لبلد لن تجد لعلاته، بلسماً شافياً.