مُفرِّح يكتب عن الهدنة والمرتبات.. “ليكن هذا وعيداً”
1 min read
جميل مفرح*
تريليونات الريالات وملايين الدولارات يكدونها كداً من جلد الشعب المغلوب على أمره، ثم تجد مجموعة من السياسيين المتنازعين على ثرواته وحقوقه في الحياة، يستكثرون عليه حتى النجاة من الفقر والعوز والجوع، ويرفضون فكرة أن من حقه أن يعيش حراً كريماً، بل ويرفضون حتى صرف رواتب الموظفين التي تعيل نسبة لا بأس بها من أبناء الشعب، والتي قد يخفف صرفها كثيراً مما يعيشه المواطنون قليلو الحيلة.
علماً أن إقطاعياً واحداً من إقطاعيي النفط في الطرفين قادر على أن يصرف مرتبات موظفي الدولة بشكل دائم ومنتظم دون أن تتأثر أرباحه بشكل مؤثر وملفت للانتباه.. أقول (أرباحه) فقط..!! لكنهم في الطرفين لا يريدون ذلك إطلاقاً، بل على العكس منه لا يتركون فرصة للمزايدة بهذا الموضوع الحيوي الحساس، والترامي فيما بينهم بعلاته ومظاهره، ليبدو كل منهما أقذر من الآخر.
وحتى لا أسمح للنسيان بالنيل مني، يبدو في الحالة والواجهة كشريك مخطط طرف ثالث لا يقل قذارة عن هذين الطرفين، وهو المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته، الذي يحاول أن يبدو كوسيط بين طرفين لا يحق لهما حتى التنازع على ما يتنازعان عليه، بدلاً من أن يكون وسيطاً بيننا نحن كشعب من طرف وبينهما هما كسلطتين خارجتين عن أطر الوقع ومتمردتين على عقدنا الاجتماعي المتعارف عليه!.
إننا كيمنيين نعيش القهر والظلم كما لم يعشه شعب آخر في الوجود ماضياً وحاضراً، ولن يتقبله شعب آخر مستقبلاً.. وما يحدث لنا اليوم من تجويع وتشريد وتمزيق عرى لتربح وتعيش هذه الثلاث الفئات اللصة على حسابنا وحساب وطننا، لن يمر دون حساب، سواء أقصر الموعد أم طال الوعيد.. لنا في الغد مواجهة لن نمررها ولن ينساها التاريخ، مواجهة مع كل من تعمد صنع مآسينا وكل من شارك في صناعتها وإن كان من فلذات أكبادنا.
وليشهد الله والتاريخ أننا وبعد ثمان سنوات من الصبر المر على الجوع والتشرد وعلى هاتين الفئتين الباغيتين، ومن ورائهما المجتمع الدولي كعدو لص ثالث، لن نفوت فرصة تلوح في الأفق لندوس على رقاب الجميع، ولن نفوت ثأرنا مهما طال بنا الزمن، لأن ما عانيناه طوال هذه السنوات وما نزال نعانيه حتى اليوم، لم يعد في مستوى يمكن التعامل معه بالعقلانية المرجوة أو التي ستكون مرجوة منا في الغد.