عن كثب/خاص.. طرح الصحفي والكاتب اليمني محمود ياسين تساؤلات حول أسباب نجاة الدول العربية التي تحكم بأنظمة ملكية من موجة “الربيع العربي”.
وقال ياسين في صفحته على الفيسبوك “الغريب أن الممالك العربية التي تحكمها عائلات هي وحدها نجت من الزلزال العربي الأخير، مضيفاً “لا تخبرني بأن المال هو السبب، فلدينا الأردن والمغرب دولتان تنفي نجاتهما سببية المال، لديك أيضا العراق وليبيا كان لديهما وفرة من المال ولحقهما الانهيار”.
وطلب من متابعيه الإجابة على سؤال :هل أخفقت الثورة العربية أم أخفق العسكر أم أنه اخفاق النخب التي اشتغلت على منظومة الحقوق والحريات بوعي ضدي لفكرة الدولة ؟ أم أنها نظرية المؤامرة؟
في السطور التالية ترصد “عن كثب” الردود التي وردت تفاعلاً مع طرح الكاتب ياسين في محاولة لتشخيص وتحديد أسباب نجاة الأنظمة العربية الملكية من طوفان الربيع.
فالنظام الملكي أكد للأسر الحاكمة أن الحفاظ على الدولة هو حفاظ على الأسرة والعائلة وهو أمر جيد من وجهة نظر الصحفي عبدالسلام القيسي، بعكس الأنظمة الديمقراطية التي يشعر حكامها أنه ومهما بقوا فلن يبقوا على رأس السلطة.
بدورها قالت شذى عبدالرحمن أن كل شيء يمضي وفق مخطط مدروس متناهي الدقة، لافتة إلى أن دول الخليج عبارة عن مخازن نفط أميركية، والأردن مركز استخباراتي ذائع الصيت، والمغرب لا يخفى أن من حكمها منذ خمسينات القرن الماضي حتى اليوم، متواطئ مع الصهاينة الذين هم صنيعة بريطانيا وأميركا.
أما علي التويتي فأرجع السبب إلى ما قامت به دول الأنظمة الملكية من ثورات مضادة لكي لا تكون الدول التي ثارت نموذج لبقية الشعوب، إضافة إلى أن النخب التي قامت بالثورات عديمة الخبرة واختلاف كل مشروع ثوري بأجندات خاصة.. وهو رأي مشابهة تماماً لما طرحه حسن الصهباني.
وفي الوقت الذي يعتقد فيه عبدالله حامد أن لكل بلد تفاصيله الخاصة، فما جرى في تونس مثلا لا يماثل ما جرى في مصر، وأن عامل المؤامرة الذي إمتطى الثورات وإن بتفاصيل مختلفة وهو الحاسم.. ذهب ذياب الدباء إلى التأكيد على أن المجتمعات العربية ليست مهيأة تماماً للتعامل والتفاعل إيجاباً مع النظم الديمقراطية.
..
ووفقاً للدباء فلا بد من دورة زمنية متكاملة ينضج خلالها المجتمع عموماً ليفرز نخبة معتقة تحرس القيم والمصالح بتوازن وفهم وحزم.
تفسير آخر للأسباب ساقه منذر البريهي الذي لفت إلى أن الممالك التي تحكمها العائلات هي الأكثر طواعية للغرب “عدا الأردن كحالة خاصة تربط ملكها علاقات نسب بالبريطانيين”.
ومن أبرز الردو على تساؤلات محمود ياسين هو ما طرحه الكاتب أمجد خشافة، حيث أشار إلى أن المطالب التي فشل اليسار واليمين في تقديمه للمجتمعات في بلاد الثورات مكنت دول المماليك من تقديمها لمجتمعاتهم طعام وأمان بدون حرية، وبموجبها تخلت شعوب المماليك عن حرية التحدث بعد مشاهدتهم الفوضى في بلاد الثورات.