حسين المحالبي*
كأنَّ بلادًا ما
تموتُ بِداخِلي..!
أُحِسُّ بِها في أَضلُعِي ومَفاصِلِي
.
كأنَّ فُؤادي ساحَةٌ مِن جَنائِزٍ
تَضِجُّ بحُزنِ النَّائِحاتِ الأَرامِلِ!
.
كأنَّكَ يا عُمْري تَوَقَّفتَ فجأَةً!
فأَحدَثتَ عَشوائِيَّةً في مَراحِلِي
.
فهَذي حَياتي لا تؤُولُ لنُقطَةٍ
وتُرهِقُني مُكتَظَّةً بالفَوَاصِلِ!
.
وهَا هِيَ رُوحي
فِي اتِّساعٍ شُقوقُها
وأُوشِكُ أنْ أستَلَّها مِن أنامِلِي
.
وهَا هوَ رَأسي لَم أَعُدْ أَستَطِيعُهُ
فمَا أَثقَلَ الرأسَ الذي فَوقَ كاهِلي!
.
وهَذي تَفاصِيلي القَديمَةُ كُلُّها
بَقايَا نُقوشٍ مِن سَماواتِ (بابِلِ)
.
وهَذا أَنَا
وَجهٌ بِصُورةِ مَارِدٍ
أُخَبِّئُ رَبـًّـا – لَيسَ يُعبَدُ – داخِلي
.
وأَندُبُ قَلبًا قَد تَآكَلَ حَقلُهُ
ولَم يَبقَ إِلَّا ذِكرَياتُ المَناجِلِ
.
فَلا تَرقُبوا مِنِّي حَصادَ قَصائِدي ..
لقَد جَفَّ شَيطاني ومَاتَت سَنابِلي
.
وَلا تَقطَعوا عَنِّي بَريدَ صَلاتِكُم
إذا لَم تَعُدْ تُتلى عَلَيكُم رَسائِلِي
.
وَلا تُرهِقوا شِعري القَديمَ تَساؤُلًا
كَفاهُ الذي قَد مَسَّهُ مِن تَساؤُلِ!
.
وَلا تَسجِنوني؛
إِنَّني مَحضُ شَاعِرٍ
وَلا تَقتُلونِي.. إِنَّهُ الشِّعرُ قاتِلي
* شاعر يمني