هزار الفالح*
سأصنعُ من طينِ قلبي مزهريةً
و أملؤُها بالوردِ و الموسيقَى
أخشى كثيرًا هروبَ النبضِ
تُلازمني الهواجسُ الحارةُ كبرودةِ الطقسِ
أحملُ بين أسناني طقطقة الوقت و ارتجافة الماء
و بين تجاعيد يدي تأشيرةَ سفرٍ لدخولِ المساءِ.
حدّقتُ في كفّْي ما استطعتَُ
لأبصرَ على الشاطىء الأصدافَ اليتيمةَ
و هي تجمع النُّور مثل طفل ضرير
و قطيع البجع و هو يرقصُ في السَّماء المقدسةِ
و النَّرجسُ الذي سَقطَ من قبَّعة الغيمة العجوزِ
من حقِّي الخروج من العتمة
و التوهَّج في كل ما يُشبهني …
عند مجيء المطرِ
لم أشربْ من القهوةِ غير الزَّعترِ
حول المائدةِ وضعتُ قلبِي و خرجتُ
الشَّارع واضحٌ أمامِي، بلا مواعيدَ
عارٍ كالشموعِ
كالحجارةِ بعد أن كانَ سيد الظّلال المتحوّلةّ
و بِرك المياهِ المنكمشةِ
لم تعرِف أكثرَ من عابر سبيل
من عِطر اللُّغة ،
من معنَى …
ورائي وابلٌ من الأسئلةِ
بحثتُ كثيرا عن الحقيقة
سرتُ على حافة نحوي المنهك
بصوت بسيط كالماء
لم أبعه يوما بالمزاد
و من المطر بنيت مسرحية
الرُّكح يسودُه صمت مرتجف
لا شخصياتَ تتقمصُ الأدوارَ
في البرك المنكمشة رميتُ سيجارتي
فاختفت مثلما يختفي كل شيء
عدتُ،
لم أجدْ قلبي حيث وضعتُهُ
بكيت جثثا
عانقتُ المساء كعصفورٍ جريحٍ
جثوت على ركبتيّ و نمت .
*شاعرة تونسية