عن كثب/.. لا ينصح العديد من الخبراء برفع صور خاصة للأطفال على الإنترنت. الأمر قد يظهر لطيفاً وجميلاً، خصوصا عندما يقتصر في النشر على الأصدقاء وعلى دائرة ضيقة من المعارف، لكن مع ذلك، هناك خطر خروج هذه الصور إلى مواقع للبيدوفيليا أو للإنترنت المظلم.
موقع القناة الألمانية الأولى (ARD) يشير إلى أن عددا من المشاهير نشروا صور أطفالهم، لكنهم اكتشفوا أن بعض اللقطات انتهت في مواقع للبيدوفيليا حيثُ يطلب من الزوار أن يختاروا أي طفل يحظى أكثر بإعجابهم، ورغم محاولة هؤلاء المشاهير رفع دعاوى قضائية، إلّا أن خصوصية أطفالهم تعرضت لضرر كبير.
ورغم أن عددا من هذه الصور قد تكون منشورة في فضاء صغير للغاية، إلّا أن ذلك لا يعني أنها لن تسقط في أيادٍ غير أمينة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بصور الأطفال في المسابح أو الشواطئ وغيرها من الأماكن التي تكون فيها أجساد الأطفال واضحة.
ومن الخطير كذلك أن هناك بعض الصور التي تحمل بيانات خاصة للغاية منها مكان وزمن الالتقاط، ما قد يشكل خطراً أكبر من مجرد تناقل الصور، وتشير مصادر أخرى إلى أن هذا الأمر يهدّد سلامة الأطفال، خصوصا ما يتعلق بعمليات اختطاف، أو على الأقل، أن يتعرف عدد من اللصوص على أن الأسرة في سفر، ما يمثل فرصة لسرقة منزلها.
ويعتقد بعض الناس أنه إذا قاموا بتظليل وجه الطفل، خصوصاً عبر وضع إيموجي، فذلك يحمي خصوصيته، وهو أمر غير صحيح، بحكم أنه يمكن تقنياً إعادة الصور إلى وضعها الطبيعي وبالتالي الكشف عن وجه الطفل.
لذلك إذا كان هناك داعٍ لنشر الصور، ينصح بعض الخبراء بعدم نشر الصور المحرجة أو التي قد تؤدي إلى التنمر على الطفل، وعدم مشاركة أيّ معلومات خاصة حول مكان الطفل، ومحاولة ما أمكن عدم إظهار الوجه، والتأكد من أن الصورة مفتوحة فقط في فضاء صغير جدا للأشخاص الذين يمكن الوثوق بهم.
في الجانب الآخر هناك من يخفف هذه القيود، ويتحدث أنه يمكن نشر الصور مع وجه الطفل، لكنه يضع بعض المعايير التي يجب الانتباه إليها. أولا ضبط الخصوصية ومن ذلك التأكد أن الوصول إلى منشوراتك غير متاح خارج دائرة ضيقة من الأصدقاء.
كذلك من المهم التأكد أن المواقع الإلكترونية التي تنشر فيها الصور لا تمتلك الحق في إعادة استخدام صورك الخاصة، وهي من أحكام استخدام بعض المواقع التي لا يتم الانتباه لها، خصوصا مواقع مشاركة الصور، كما يجب أخذ الإذن من الطفل إذا كان قادراً على التعبير وعلى إعطاء رأي في موضوع صوره.