سليمة مسعودي*
البرد في الخارج… يكسر الأغصان…
فتهتز في داخلي طيور الوجد المهاجرة…
تلتف على نفسها…
تحط على يدي…
وتعاود الطيران…
والبرد في داخلي… لا ينتظر الشمس والصيف… ولا دفء الشتاء…
من سنين طويلة كنا نربيه فينا…
نلقنه كيف يتدفأ من قلبه… كي لا يشعر بالبرد…
نتأمله في خشوع… فيبدو صامتًا… حزينًا…
ينظر بوجوم نحو السماء… السماء الرمادية التي تسكن القلب…
ويلاحق ما ينتابها من غيوم…
هذا البرد الذي يحيلنا يتامى…
يغمس قلبه في صقيع المسافة…
يراقب النوافذ من بعيد…
لعل شمسًا ما تعود…
هذا البرد الذي لا مفر منه إلا إليه…
يحمل فأسه… ويحفر في أديم القلب… عميقًا في أديم القلب…
لعل عينا ما، تتدفق بالماء…
فتروي الطير… وعابر السبيل… ورحلة الطريق…
لعل شجرا ما… يستوقد من قلبه… ونارًا.
يأنسها الغريب… ويتدفأ من البرد…
البرد… الذي… هو أقسى من برد الصقيع والثلوج… والشتاء…
البرد الذي… “لا معطف له”.
* شاعرة جزائرية
مرتبط