عن كثب/.. في روايته الجديدة «الأنتكخانة» التي صدرت عن «دار الشروق» يضيف الروائي المصري ناصر عراق نكهة خاصة على صعيد السرد الروائي، فـ «الأنتكخانة» كما وصفت عمل ممتع بأجوائه وتفاصيل شخصياته، وما فيه من مزج بين التاريخ والواقع الاجتماعي.
ومن الواضح أن ناصر عراق، قد بذل جهداً مضاعفاً في بناء شخصيات هذا العمل الفني ، خاصة (أحمد كمال، ورمضان المحمدي، وغيرهما) يوظف ناصر عراق في روايته الجديدة المتخيل، بدور الكاشـف عن جوهـر الحياة، ثم يقوم باقتناص هذا الجوهر ويسقطه على التاريخ.
تبدأ الرواية رحلتها مع القارئ فتجول عبر دروب التاريخ، ثم تعود مرة أخرى بالزمن، وهذه المرة إلى عصر الخديوي إسماعيل، ومن خلال أربع شخصيات رئيسية، فيتعرف القارئ إلى كثير من الحكايات والأحداث منها: مدرسة اللسان المصري القديم، التي أنشأها الخديوي إسماعيل بالتزامن مع افتتاح قناة السويس، بغرض دراسة الآثار في مصر ليترأسها أحد أبطال العمل الألماني هنري بروجش، هذه المدرسة التي تخرج فيها بعض الطلاب الموهوبين، منهم: أحمد أفندي كمال، الذي تم تعيينه بوظيفة أمين مساعد بـ «الأنتكخانة» أول دار للآثار المصرية، وذلك تحت رئاسة الفرنسي مسيو مارييت، هذه الشخصية التي نتعرف إليها من خلال عشقها للحضارة المصرية القديمة، التي يسعى للتنقيب عن كنوزها المدفونة.
وتتصاعد أحداث الرواية، بين شخصيات العمل الروائي، فنكتشف لاحقاً أن ما يوحدها هو عشقهم لكنوز وآثار مصر القديمة، ويحرص ناصر عراق على تقديم ذلك كله من خلال سرد جاذب وممتع، ومن خلال تسلسل زماني بارع، بالتوازي مع سرد الحدث التاريخي عن مصر والخديوي إسماعيل ما له وما عليه.
من أجواء الرواية نقرأ:
«فجأة لمحت امرأة تشبه مستورة… ووجدتني أتساءل أين ذهبت؟ ولماذا تصر زوجتي على استرجاعها؟ هل لأنها نشطة ونظيفة فحسـب؟… أم لأن المرأة لا تحتمل أن تغدر بها امرأة أخرى دون أن تعرف السبب؟ وسرعان ما نسيت مستورة عندما مررنا بالأنتكخانة ببولاق، وقد لاحظت أنهـم انتهوا مـن ترميمها بعدما تعرضت لأضرار كبيرة بسبب فيضان النيـل، كما فرحـت كثيراً لأنهم جددوا اللافتة وقد كتبـوا عليها بالعربية «دار الآثار المصرية» وتحتها الأنتكخانة».
وناصر عراق هو روائي مصري تخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، في عام 1984، وعمل بالصحافة الثقافية في مصر قبل أن يغادر إلى دبي ليشارك في تأسيس دار الصدى للصحافة عام 1999، ويرأس القسم الثقافي بمجلة الصدى الأسبوعية لمدة ست سنوات ونصف، ثم يسهم في تأسيس مجلة دبي الثقافية، التي صدر العدد الأول منها في أكتوبر 2004، ويصبح أول مدير تحرير لها حتى فبراير 2010.
وصدرت لناصر عراق 11 رواية منها «الأزبكية» الفائزة بجائزة كتارا الكبرى للرواية العربية عام 2016، ورواية «العاطل» التي وصلت إلى القائمة القصيرة للبوكر العربية في 2012، و«نساء القاهرة» التي صدرت في دبي، ووصلت إلى القائمة القصيرة في جائزة «أرى روايتي» بأبوظبي 2018، كما صدر له: «اللوكاندة» و«أيام هستيرية» وعدة كتب منها: «السينما المصرية في 50 عاماً من الفرجة» و«الأخضر والمعطوب.. في الثقافة والفن والحياة».
عن صحيفة الخليج