يمر كل لاعب كرة قدم بفترات متقلبة بين مد التألق والتوهج وجزر تراجع المستوى والخفوت، وهناك عوامل عديدة تشترك مع بعضها لتحدد إنتاجية اللاعب داخل أرضية الملعب وحتى خارجه.
كل الرياضيين وبالطبيعة البشرية يحبون دائما أن تسلط عليهم الأضواء وهم يحتفلون بالبطولات مع أنديتهم وبالألقاب الجماعية او الفردية لترتسم تلك اللحظات السعيدة وينال اللاعبون قدرا كبيرا من إهتمام الإعلام والصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعج وقتها بصور ملتقطه من مختلف الزوايا ولاتغيب عن أي واحدة منها الأبتسامات العريضة.
ولعل جيرارد بيكيه عاش تلك اللحظات كثيرا سواء مع برشلونه أو منتخب لاروخا ولا ينسى أحد منا احتفالية بيكيه التي أصبحت (عادة) في قص الشباك وحملها معه بعد كل نهائي يتوج به المدافع الإسباني مع برشلونه او منتخب اسبانيا.
لكن يبدو أن تلك الصور أصبحت من الماضي وأن تلك الحياة الصاخبة بالإحتفالات والأفراح ولت من دون رجعة، فهذا العام كان أكثر الأعوام حزنا على جيرارد بيكيه على الصعيد الشخصي والمهني، عام خسر فيه بيكيه تقريبا كل شيء، فبعدما خسر مع برشلونة كل القاب الموسم على الصعيد الشخصي خسر علاقته مع المغنية الكولومبية الشهيرة وأم ابناءه شاكيرا، وخسر معها محبة عشرات ملايين معجبيها وهذا كان واضحا خلال فترة تحضيرات برشلونه قبل انطلاقة الموسم في أمريكا وصافرات الاستهجان التي انطلقت من ارجاء كل ملعب تواجد فيه جيرارد في بلاد العم سام.
خسر بيكيه أيضا مكانه في تشكيلة برشلونة وكان واضحا أن زميله السابق كلاعب تشافي هيرنانديز ومدربه حاليا لم يعد يمنحه نفس القدر من الثقة التي كان يمنحه إياها في الموسم الماضي وإن بدأ به في مباراة فهو من باب الإضطرار لا من باب الكفاءة والأختيار.
خسارة بيكيه لم تنتهي عند هذا الحد فقد خسر كذلك جزء كبير جدا من شعبيته في الكامب نو وهذا ما بلّغته صافرات استهجان جماهير الكامب نو للعالم في الدقائق التي لعبها بيكه امام فياريال تلك الجماهير التي حمّلته بصورة مباشرة التعثر امام انتر في مباراة الأبطال بعدما ارتكب أخطاء ساذجة لا يرتكبها مدافع يلعب في فريق يريد الأدوار الاقصائية لدوري الأبطال.
بالإمكان أن نقول أن عام 2022 هو عام الخسارة لجيرارد بيكيه الذي قال يوما أنه يطمح لرئاسة برشلونة لكن يبدو أنه من الآن يخوض سباقا خاسر وما حدث هذا العام أشبه بدعاية انتخابيه مضادة لطموحاته بالرغم من أنه هو بطلها.