عن كثب/.. تسبب انزلاق السودان المفاجئ نحو الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في تقطع السبل بآلاف الأجانب، ومنهم دبلوماسيون وموظفو إغاثة، وتسعى بلدان من أنحاء العالم لإجلاء مواطنيها، وتجرى العديد من جهود الإجلاء جوا وعبر المنافذ البحرية السودانية على البحر الأحمر.
وفي هذا الصدد، ذكرت وسائل إعلام أردنية، اليوم، أن أربع طائرات من سلاح الجو الملكي الأردني أقلعت من مطار /ماركا/ العسكري متجهة إلى السودان، لإجلاء 260 شخصا من الجالية الأردنية، بالتنسيق مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية.
من جانب آخر، أكد لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي ،في بيان اليوم، أن الجيش الأمريكي نجح في إجلاء موظفي السفارة الأمريكية من السودان.
وقال أوستن: “أجرى الجيش الأمريكي عملية ناجحة لإجلاء موظفي الحكومة الأمريكية بأمان من السودان.. هذا الإجراء قادته القيادة الأمريكية في إفريقيا، والذي تم تنفيذه بالتنسيق الوثيق مع وزارة الخارجية الأمريكية، يوضح دعم وزارة الدفاع للموظفين الدبلوماسيين في بلادنا”.
وأضاف: “أنا فخور بأفراد الخدمة المتميزين الذين نفذوا ودعموا هذه العملية بدقة واحترافية فائقة.. ونشكر حلفاءنا وشركاءنا، بما في ذلك جيبوتي وإثيوبيا والمملكة العربية السعودية، الذين لعبوا دورا حاسما في نجاح هذه العملية”.
وكان أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، قد أكد على أن الولايات المتحدة “علقت مؤقتا” العمليات في سفارتها بالعاصمة السودانية الخرطوم، وأخلت بأمان جميع الأفراد الأمريكيين وعائلاتهم تحت مسؤوليتها الأمنية.
بدوره، قال ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني، اليوم: إن القوات المسلحة البريطانية أجلت الموظفين الدبلوماسيين وأسرهم من السودان، في عملية وصفها بأنها كانت “معقدة”.
وكتب سوناك عبر حسابه على /تويتر/: “نواصل السعي بكل الوسائل لوقف إراقة الدماء في السودان، وضمان سلامة البريطانيين المتبقين هناك”، مشيرا إلى أنه ثمة تصعيد خطير للعنف في السودان.
وقال بن والاس وزير الدفاع البريطاني: إن قوات بلاده نفذت عملية الإنقاذ إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء آخرين لم يسمهم، لافتا إلى أن أكثر من 1200 عسكري اشتركوا في ترتيب عملية الإنقاذ وتنفيذها.
وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية عن سحب جميع موظفي سفارتها خارج السودان، مشيرة إلى أنها تجري أيضا “عملية إجلاء سريع للموظفين الدبلوماسيين والرعايا الفرنسيين”، وأن العملية ستضم دبلوماسيين من دول أخرى بالاتحاد الأوروبي.
وفي سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية: “إن طائرة نقل عسكرية وصلت إلى قاعدة أمريكية في جيبوتي القريبة لإجلاء المواطنين الكوريين الجنوبيين من السودان”.
الرياض تطلب من طهران تسيير 3 رحلات جوية أسبوعياً
ويقدر إجمالي عدد الكوريين الجنوبيين في السودان بـ 29 شخصا، فيما قالت مصادر: إن حكومة كوريا الجنوبية تفكر أيضا بإخلاء سفارتها في السودان.
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية إنها أرسلت فريقا منفصلا من 8 موظفين، من بينهم أربعة موظفين من سفارتها في إثيوبيا، إلى جيبوتي لتشغيل فريق عمل خاص، والعمل مع الجيش لضمان سلامة المواطنين الكوريين الجنوبيين في السودان.
وقال أندريه تشيرنوفول السفير الروسي لدى الخرطوم لوسائل إعلام روسية: “إن 140 من 300 مواطن روسي في السودان أعلنوا أنهم يريدون الرحيل.. وأن قائمة الراغبين تتسع بطلبات مواطني بلدان رابطة الدول المستقلة، ودول أخرى”.
وأضاف تشيرنوفول أنه “يجري وضع خطط إخلاء، لكن من الصعب تنفيذها حتى الآن لأن أي خروج من السفارة مرتبط بعبور خط التماس، وحتى بضمانات من الجانبين، فهذه خطوة محفوفة بالمخاطر للغاية”.
وتعمل روما أيضا لإجلاء رعاياها في السودان، حيث أكدت ماريا تريبودي وكيلة وزارة الخارجية الإيطالية أن “الحكومة تضع خطة لاستعادة وضمان سلامة مواطنينا الموجودين حاليا في السودان”.
وأوضحت تريبودي أن وحدة الأزمات في الخارجية الإيطالية بعثت برسالة إلى مواطنيها في الخرطوم نشرتها وسائل إعلام إيطالية، تؤكد فيها أنها تعمل بهدف إيجاد “فرصة سانحة لمغادرة الخرطوم، قد تكون اليوم /الأحد/”.
من جانبها، ذكرت حجة لحبيب وزيرة خارجية بلجيكا، في تغريدة لها على موقع /تويتر/ أن بلادها تعمل مع فرنسا وهولندا لإجلاء الرعايا البلجيكيين وغيرهم من الأشخاص المؤهلين من السودان، وسط استمرار القتال.
وأضافت أنه تجرى العديد من العمليات في السودان لإجلاء المواطنين الأوروبيين “بأسرع وقت ممكن”.
وتابعت الوزيرة أنها أبلغت البلجيكيين وأشخاصا مؤهلين آخرين في السودان، الذين لم يفعلوا ذلك، بالاتصال ببعثاتهم الدبلوماسية، في أسرع وقت ممكن.
بدوره، قال فوبكه هوكسترا وزير الخارجية الهولندي: “إن بلاده تقوم حاليا بنقل رعاياها من السودان، وإن هناك عملية تقوم بها دول مختلفة لإجلاء مواطنيها من السودان”.
وأضاف: “تشارك هولندا أيضا في هذا الأمر مع فريق من وزارة الخارجية، ووزارة الدفاع في الأردن، وسوف يبذلون قصارى جهدهم لنقل الهولنديين بأكبر قدر ممكن من السرعة والأمان”.
وبينما يشكل إجلاء الدبلوماسيين والرعايا موضوعا ضاغطا للدول الأجنبية، تثير العمليات مخاوف على مصير السودانيين العالقين وسط نيران قوات الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من أسبوع.
وتسببت المعارك المستمرة منذ 15 أبريل الجاري في سقوط أكثر من 413 قتيلا و3551 جريحا، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى في البلاد، بحسب ما أعلنته منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة .