عن كثب/متابعات وزع نسخا من القرص الصلب لحاسوب نجل الرئيس الأمريكي على أعضاء الكونجرس ووسائل إعلام، ثم هرب خوفا من “انتقام” البيت الأبيض.
إنه “جاك ماكسي” الذي قدم لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية نسخة من القرص الصلب لحاسوب “هانتر بايدن” في ربيع 2021، وكذلك لصحيفة “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز” الأمريكيتين، والسيناتور تشاك غراسلي بصفته جمهوريا بارزا باللجنة القضائية بمجلس الشيوخ.
وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، كان ماكسي يختبئ في زيورخ، ويعمل مع خبراء تكنولوجيا المعلومات لاستخراج المزيد من البيانات من “لابتوب الجحيم”.
وزعم ماكسي، وهو مذيع سابق ببودكاست “وور رووم” لمستشار دونالد ترامب السابق، ستيف بانون، أنه وزملاؤه عثروا على “450 جيجابايت من المواد المحذوفة” من بينها 80 ألف صورة وفيديو وأكثر من 120 ألف رسالة بريد إلكتروني مؤرشفة، وأنه يعتزم نشرها على الإنترنت خلال الأسابيع المقبلة.
وترك هانتر بايدن حاسوبه المحمول بمتجر للحواسيب في ديلاوير عام 2019. وأعطى مالك المتجر، جون ماك إسحاق، نسخة لمحامي ترامب، رودي جولياني، الذي أعطاه إلى ماكسي.
وقال ماكسي إنه بعد تواصله مع صحيفة “ديلي ميل” العام الماضي بخصوص الحاسوب، ظهرت سيارات دفع رباعي سوداء أمام منزله، وأخبره أصدقاؤه، وهم ضباط سابقون بالاستخبارات الأمريكية كان قد أعطاهم نسخا، أنهم تلقوا مكالمات غريبة.
وزعم ماكسي أن موظفا رفيعا سابقا بوكالة استخبارات قال له بعدما تسلم القرص الصلب: “إذا لم تنشر عددا كافيا منها حتى يعرفوا أنه بإمكانك نشرها بأكملها، أقول لك، ستصبح في عداد الأموات.”
وعمل ماكسي بالنصيحة في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2020، ونشر مقتطفات من رسائل البريد الإلكتروني وملفات أخرى من الحاسوب المحمول على مواقع مشاركة الملفات، لكن بعد ساعة، حذفت جميع الروابط.
جزء من أدلة وقال ماكسي إن سبب اختياره سويسرا للاختباء بها هو أن المكان الوحيد لموقع مشاركة الملفات الذي لم يحذف ملفات الحاسوب المحمول هو “Swiss Transfer”، وهي خدمة لمشاركة الملفات في البلد المحايد تاريخيا وسياسيا.
وطبقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”، أصبحت ملفات من الحاسوب المحمول الآن جزءًا من الأدلة في محاكمة هانتر بتهمة الاحتيال الضريبي وغسل الأموال، وعمليات الضغط الأجنبي غير القانوني.
ومن بين الملفات الموجودة على الحاسوب؛ مجموعة رسائل بريد إلكتروني ووثائق تظهر تعاملات هانتر مع “بوريسما”، وهي شركة غاز أوكرانية أصبحت محور أول مساءلة لدونالد ترامب في ديسمبر/كانون الأول عام 2019.
واتهم الرئيس الأمريكي آنذاك بدفع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لإعلان التحقيقات بشأن ترامب وبوريسما بتهم الفساد.
وزعم ماكسي أنه إذا تقدم مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) عام 2020 برسائل البريد الإلكتروني التي تظهر عمل هانتر مع بوريسما، لكانت تمت تبرئة ترامب.
وقال: “حصل مكتب التحقيقات الفيدرالي على هذا في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 2019. أعتقد أن أول شخص تعرض للخيانة كان رئيسا أمريكيا بجلسة استماع للمساءلة، عندما كان لدى مكتب التحقيقات الأدلة بين أيديهم لكنهم لم يفعلوا شيئا”.
وأضاف: “أعتقد أن المجموعة الثانية من الأشخاص الذين تعرضوا للخيانة كانوا جميعهم مرشحين ديمقراطيين بالانتخابات التمهيدية ذاك العام. وتعرض الشعب الأمريكي للخيانة، لأنني أضمن لك أن جو بايدن لم يستطع الترشح لصيد الكلاب إذا علم الشعب الأمريكي بشأن هذا الحاسوب”.
وفي رسائل البريد الإلكتروني من القرص الصلب، يشير هانتر بايدن وشركاؤه إلى تورط جو في صفقة بملايين الدولارات مع عملاق النفط الصيني المرتبطة بالحكومة.
وأظهرت رسائل بريد إلكتروني أن جو وهانتر تشاركا حسابا مصرفيا، ودفعا فواتير بعضهما البعض.
وهاجم ماكسي اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ والسيناتور تشاك غراسلي لعدم الاستجابة لعرضه بشأن الحاسوب العام الماضي.
وقبل أسابيع على نشر صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية لأول مرة المواد من الحاسوب في أكتوبر/تشرين الأول 2020، شارك غراسلي في كتابة تقرير مع السيناتو رون جونسون نشر فيه وثائق مصرفية حصلت عليها لجنته تثبت إرسال الصينيين ملايين الدولارات إلى هانتر وعمه، جيم بايدن.
وأشار غراسلي إلى مزيد من الوثائق التي تظهر تدفق الأموال من عملاق النفط إلى هانتر وجيم في خطاب هذا الأسبوع.
كما أعطى ماكسي نسخة من القرص الصلب لصحيفة “واشنطن بوست” في يونيو/حزيران 2021. واستغرقت الصحيفة تسعة أشهر للتحقق منها، ونشرت قصتها الأولى التي تعلن مصداقية الحاسوب هذا الأسبوع.
كما قدم ماكسي مئات الوثائق من الحاسوب لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، التي اعترفت أخيرا بأنها حقيقية في قصة نشرت منذ أسبوعين.