لو كنتُ بالوناً على شكلِ حصان
لأحبَّني الأطفال
ولألتهيتُ قليلاً عن تمثيلِ دورِ الضحية..
لو كنتُ بالوناً على شكل حِصان
لركضتُ سريعاً
دون أن ألتفتَ إليَّ
دون أن أبقى كما أنا
أُعلِّقُ سلسلة برقبتي
عليها آلةٌ حادَّة
تتدلى على صدري
وتميلُ بها الريحُ إلى جهة اليسار..
…
لو كنتُ بالوناً على شكل ضفدع
لقفزتُ إلى كوكبٍ آخرَ
أو حلمٍ آخرَ
أو لعدتُ أميراً وسيماً
تفوز بي آخرُ فتاةٍ تركَت أفكارها عند النبع.
…
لو كنتُ بالوناً على شكل طائر
لرأيتُ كل شيء بوضوح
لطرتُ فوق الحزن
لارتميتُ وسط السحب
لا ينقذني شيء
سوى أشجار القُرم المتشابكة داخل قلبي
أتعلق مرةً بأغصانها
ومرة بجذورها.
…
حركتي سريعة جداً
تُقلقُ الذين أعرفهم والذين لا أعرفهم
مِن أصدقاء
وأقارب
وأعداء
أفكرُ بعكاز قبل أن أشيخ
اعلقُ صورتي على الجدار قبل أن أموت
أشتري هدية قبل أن أحب
أسقُطُ قبل أن أرتفع
أتفرقُ في كل زقاقٍ
قبل أن أُلقي خطاباً
أطوي مظلتي قبل أن ينتهي المطر
أصرخُ قبل أن أشعر بألم
أخسرُ قبلَ أن أبارز
أركُلُ قبل أن تصل الكرةُ إلى ملعبي
أنتهي قبل أن يبدأ النشيدُ الوطني.
…
لا علاقة لي بشيء
الغاباتُ تحترق
والشرارة لازالت في عيني
النجوم تتساقط
ولم يعرني أحدٌ بندقيَّةَ صيد
الحروبُ تزدادُ
وأنا مشنوق على شارة بيضاء
الضحايا يرتفعون
وأنا لا أعرفُ سلاحاً أو جناحاً
كل شيء يحدث
ولا يحدث
وأنا أشربُ من نفس الكأس
ذنبي الوحيدُ أنني تعودتُ عليها
ولم أفكر بشراء كأسٍ جديدة.
…
لو كنتُ بالوناً على شكل ذاكرة
لما أضعتُ الإصبعَ الوحيدَ
الذي كنتُ أختارُ به
وأعدُّ بهِ آلاف الخرفان قبل النوم
وأهددُ بهِ المرآة بالكسرِ
لأنها تكشفُ لي الحقيقة التي أكرهُها.