العواصف الرملية والترابية تهدد مجتمعات واقتصادات الشرق الأوسط
1 min read
عن كثب/متابعات.. أضحت العواصف الرملية والترابية في بلدان الشرق الأوسط تؤثر سلبيا شيئا فشيئا في الحالة الصحية للسكان وفي اقتصادات المنطقة، ورغم ذلك يتم تجاهلها وفق صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
ففي دول مثل سوريا والعراق وإيران ودول خليجية ترتفع متوسطات الحرارة إلى أكثر من ثلاثين درجة مئوية، وفي بغداد مثلاً ملأ الغبار الكثيف والرمال المتطايرة أجواء العاصمة العراقية الأسبوع الماضي، وأضفى لونا برتقاليا باهتا على المدينة.
عادة ما تضرب العواصف الرملية والترابية العراق خلال فصل الربيع، ولكن هذه الظاهرة آخذة في الازدياد من حيث تواترها وخطورتها خلال السنوات الأخيرة، ويتوقع أن تزداد سوءا في السنوات المقبلة.
تتسبب تلك العواصف في مشاكل صحية وكلفة اقتصادية عالية بمئات ملايين الدولارات، إذ أن العواصف أجبرت ألف عراقي على دخول المستشفيات بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي، وجراء ذلك أجبرت السلطات السكان على البقاء في منازلهم، وأغلقت عدة مطارات. ويشير خبراء إلى وجود علاقة وثيقة بين العواصف تلك والمشاكل التنفسية وبعض أمراض القلب والتهاب الملتحمة.
وتقول هآرتس نقلا عن البنك العالمي، إن الكلفة العالمية للعواصف الترابية والرملية زادت بنسبة 63% بين سنوات 1990 و2013 لتصل إلى نحو 3.6 تريليون دولار، وذلك استنادا إلى تقرير صدر سنة 2019، وأشار التقرير إلى أن الكلفة العالمية لهذه الكارثة الطبيعية قد تتجاوز نسبة 123% بقيمة تصل إلى 141 مليا ر دولار.
وتعكس هذه المعطيات بحسب هآرتس الخسائر من وفيات مبكرة بسبب التعرض للغبار، إذ سجلت في العراق أكثر من عشر آلاف حالة وفاة مبكرة سنة 2013 وكلف ذلك الاقتصاد العراقي 15 مليار دولار، أي ما يعادل 2.9% من الناتج المحلي الخام.
وهناك إلى ذلك، تكاليف مباشرة للظاهرة الطبيعية مثل غلق المطارات وخسارة المحاصيل الزراعية وتوقف الإنتاج، وهي خسائر تقدر نقلا عن البنك العالمي بنحو 13 مليار دولار، ما يجعل إجمالي التكاليف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتجاوز 150 مليار دولار سنويا.
يقول خبراء إن تغير المناخ ليس سوى عاملا واحدا لمثل هذه الظواهر الجوية الخطيرة، رغم أن تأثيرات أزمة المناخ ستكون أكبر في المستقبل لأنها تتسبب في التصحر والجفاف.
تتفاقم العواصف الرملية والترابية بفعل النشاط البشري والتعرية، مثل ترك التربة غير محمية بعد موسم الحصاد، وهجر المزارعين لحقولهم بسبب الحروب، ما يخلق مساحات شاسعة تدفع الرياح لالتقاط الغبار بسهوله لتحمله عاليا.
كذلك تجف بحيرات مثل بحيرة آرال بين كازاخستان وأوزباكستان وبحيرة أورميا في إيران، وتؤدي مشاريع بناء السدود إلى تجفيف مجاري الأنهار، وتراجع تدفق المياه في نهري دجلة والفرات.
ويعتقد علماء أن ظاهرة “النينا المحيطية” (مرحلة انخفاض درجة حرارة البحر، عكس النينو) هي المساهمة في العواصف الرملية والترابية في الشرق الأوسط، حيث اتخذت إجراءات لمكافحة الظاهرة، فقد تعهدت السعودية بغرس 10 مليارات شجرة و40 مليارا أخرى في المنطقة لمقاومة التصحر والعواصف، كما أطلقت الإمارات نظام إنذار سنة 2016، لمجابهة العواصف الكبرى.