نبيل علي غالب*
الثقافة مجموعة من السمات التي يتصف بها مجتمع دون غيره، مثل: الدين، والطعام، والأصول، والتقاليد السائدة، والفنون، والموسيقى.. وغيرها، كما يمكن تعريفها بأنها المعرفة والسلوك المشترك بين الأفراد والناتج عن التربية الاجتماعية. حيث تحدد الثقافة هوية المجتمعات ومدى تأثيرها على الفرد وتكوينها بشكل مباشر وعلى القيم والمبادئ المقبولة منها وغير المقبولة. مما يساهم في تنظيم حياة الناس وعلاقاتهم ببعضهم، الأمر الذي يحول دون حدوث خلافات اجتماعية.
ومن هذه المنطلقات .. مازال مكتب الثقافة في “عدن”_ يعكف بجدية على العمل في رفع شأن ثقافة الفرد في المجتمع من خلال تنشيط العمل الثقافي بكافة ألوانه.. وبما يحقق الفائدة لمختلف الفئات العمرية.. بعد أن أستطاع خلال الفترة الماضية تنظيم وإقامة عدد من تلك الأعمال. التي نالت أستحسان قطاع واسع من أفراد المجتمع، وقبلهم الجمع المتألق من المبدعين من مختلف صنوف الثقافة.. من الذين فقدو الأمل في الطريق للوصول الى أحيائها بعد سنوات طوال من الركود. حيت وجدو ضالتهم في استذكار ثقافاتهم المنسية بعد صراع دائم بين ماضيهم غزير العطاء الثقافي.. وواقع مثقل بجراح الحرب، وبين تطلعات لتحقيق طموحاتهم.
وبما أن القائمين على العمل في مكتب الثقافة مؤمنون بأن الفنون الثقافية بمختلف أشكالها تلعب دوراً رئيسياً في المجتمع لِما لها من أهمية كبيرة في تشكيلة باعتبارها عاملاً أساسياً وحيوياً لبنائه وتنميته.. وتُحدّد كيفية تَجاوب أفراده مع بعضهم البعض لتمنحهم شعوراً بالانتماء، لا سِيّما إذا كان أفرادها يتحدثون اللغة ذاتها والتاريخ والأيدولوجيات.. فهو يُعزز وحدتهم ويربطهم بتاريخ أجدادهم ويمنحهم الفرصة لمعرفته أكثر، وتساهم في مراعاة العادات والمعايير الثقافية للمجتمع. فيكتسب بذلك الفرد القدرة على التعايش مع مختلف الثقافات التي قد تتغير بمرور الزمن.. فإننا نراه يحاول بكل جهد فتح نافدة ثاقبة نحو صياغه رائعة لتطلعات النخبة الثقافية في وضع رؤاها في كيفية أحياء هذا الموروث في مدينة كان تاريخها شعاع من نور في مختلف الفنون الثقافية.
وأمام هذه المعطيات والمهام الجسام التي يستشعر بمسؤوليتها مكتب الثقاف.. تؤكد المدير العام/ رندا عكبور/ أن العمل متواصل في كيفية البحت عن مقر يطلق علية أسم “المركز الثقافي”، يمكنه لم شمل المثقفين والفنانين والمبدعين بجميع ألوانهم.. لأنعاش أعمالهم المختلفة التي بدأ الزمن يصدأ ابداعاتها.. لأفته في أكثر من مناسبة الى تلك الجهود الرامية تهيئة ساحة مكتب الثقافة بعد أن تم إصلاحها وتزيينها بقالب جمالي رائع يرتقي بمكانة الثقافة .. أن يكون ملتقى لكافة الشخصيات الإبداعية من مختلف المجالات، تلتقي كل يوم سبت من كل أسبوع، تتم فيه فعالية ثقافية هادفة أنعاش الثقافة بكل الوانها واشكالها .. وشخصياً أرى في ذلك دعوة صادقة لتبادل الأفكار لتطوير العمل الثقافي، خاصة للشباب الراغبين تقديم أعمالهم مستفيدين من تجارب الحضور الجامع في هذا الملتقى الذي أتمنى علينا جميعاً التفاعل مع مخرجاته بإيجابية بهدف أحياء العمل الثقافي.
وحقيقي فمن يعمل يخطئ ويجب علية الاستفادة من تلك الأخطاء في واقع ثقافي قد لا يسعى البعض إلى فهم متطلباته وطموحه لغرض ما في نفسة .. وهنا اجد نفسي اشد من ازر من يعمل على استيعاب الواقع، ليمتلك رؤية طموحه في استشراق نهضة جادة، لواقع يمكن لنا أن نقول عنه “مأزوم” لدى البعض.
*كاتب يمني