أيتها الرياح التي تركض وحيدة
في الشتاء و الليالي
مدي يدك
فأنا أنسب رفيق
سأنتظرك كلما غربت الشمس المتعبة
كلما نام الحالمون
أنا جسدك إذا أراد أن يتبعك الحمقى
او يرمونك (بالحصى و الكلام)
أنا صوتك
إذا أردت كلاما أكثر وضوحا
من هزيم جراحك المبحوح
أنا فكرتك التي تطاردينها في الليل
و تضربين من أجلها النوافذ و الأبواب
كي تذكري الغافلين
أن بيوتهم مجروحة
أنا طفلك الذي خلَّفْتِه عند الغروب
و ظللت من أجله تشدين شعر الأشجار
و تحفرين في الجبال
أنا خوفك
و أنت تعبرين المقابر المهجورة
و تنثرين من ترابها على الرؤوس و العيون
أنا ظلك الباهت
و أنت تدفعين السحاب
إلى الأراضي العطشانة
و تعودين فارغة الجيوب
أنا اسمك
عندما ينادونك
و أنت تدفعين الصوت
إلى الطرف الأصم من الوجود
أنا عيونك
و أنت تسيرين مغمضة العيون
من أثر الرمال التي تتبعك
و تحجب عنك الطريق
أنا قلبك الرخو
متروكا هناك خلف الباب
بعد أن تهدأ العاصفة.