لاتزال الدراما اليمنية تتعثر في خطواتها وغير قادرة على المنافسة على المستوى العربي، فالأخطاء التي تُرتكب فيها لا يمكن أن تحدث في المسلسلات الأجنبية، وقد يعود السبب لاستعجال المنتج أو القناة للانتهاء من المسلسل بسبب الميزانية مما يدفع المشاهد الواعي إلى العزوف عن المشاهدة، خاصة عندما يشعر أن هناك مَن يقدم له عملا لا يليق إلا بالعامة التي تشاهد للتسلية فقط.
المسلسل يجب أن يحتوي على صراع متنوع: ايديولوجي، اقتصادي، سياسي، تاريخي، معلوماتي. عبر، تعليمي.. وهذا لا يجيده إلا كُتاب على علم بهذه الأشياء أو على الأقل يشاركوا في العمل.
ففي مسلسل طريق المدينة الذي تعرضه قناة “يمن شباب” هناك أخطاء كان يجب ألا تحدث وأحدها خطأ إيديولوجي تمثل في خط سير اليهودي “كيف يوافق من الأساس خطبة ابنته من مسلم وهذا محرّم في التوراة بأن يتزوج يهودي من غير ملته. وقد جاء في التوراة عن أبونا إبراهيم أنه قال لعبده كبير بيته: “ضع يدك تحت فخذي، استحلفك بالرب إله السموات والأرض ألا تأخذ زوجة لأبني من الكنعانيين الذي أنا ساكن بينهم، بل إلى أرضي وعشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لابني اسحاق”.
وخطأ آخر حدث في مشهد “عبد الله الرجل العصبي أو الذي تحول إلى مجرم ضرب بالنار ساق شخص في رجله وسحبه إلى وسط ثلاثة مساجين، وحين عاد إليهم وقف خلف القضبان والبندقية في يده والطبيب الذي كان يعالج زوجته يغيظه بقوله أنه قتل زوجته بطريقته، فدخل عبد الله السجن وقبض على صدره يهزه ويقول له: سأقتلك، سأقتلك.. ولم يفكر أن الأربعة سوف يسلبونه سلاحه وهذا ما حدث.
إذا كان السيناريست يريد إخراج المساجين فهناك طريقة أخرى عقلانية وهكذا حدث في مسلس ربيع المخا، حيث هرب السجناء بنفس الطريقة “دخل العسكر إلى السجن فسلبهم السجناء السلاح وهربوا.
وفي اعتقادي هذه ليست طريقة لإيجاد حدث يكون سببا لحدث آخر.
كما يلاحظ أنه في المسلسل يظهر الممثل من أول الحلقة إلى آخر المسلسل وهو يلبس نفس الملابس وهذا غير منطقي فحتى لو كان الرجل فقيرا لابد أن يظهر بعد عدة حلقات حسب الزمن بملابس وسخه على الأقل.
في الختام أجزم بأن غياب النقد الفعلي للدراما اليمنية هو سبب عدم تقدمها، وهذا نموذج بسيط مما ورد في المسلسلين.
