Skip to content
أحمد ثابت عبد الراضي*
في مديح الكادحين أصحاب الأكف الصلبة
من يدركون قيمة العمل والعلم ويدركون قيمة جهدهم وسعيهم
إلى أصحاب الحِرَفِ اليدوية
(صهلة على حافة النهر)
مرّوا كليلٍ هادئٍ بجراحهم
مرّوا من المعنى إلى غاياتِهم
لا يعرفون الحزنَ إلّا فرصةً
أخرى تعيدُ الطوقَ نحو نجاتِهم
الثائرون على الردى لم يفهموا
أنّ الحياة الآن من ثوراتِهم
ناموا ثقالا بعدما تعبوا ولمّا
يستمع أحدٌ إلى صرخاتِهم
في كلّ شيءٍ علَّموا الدنيا فهل
سكت الزمانُ الفظّ فور سكاتِهم
هم أنبياء الحظِ رغم دموعهم
نامتْ سماء اللهِ في حدقاتِهم
فقراءُ إلّا أنهم عرفوا متى
تخْضرّ تلك الأرض من خطواتِهم
قد جرّبوا للحزنِ ألفَ طريقة
حتّى اسْتكان الحزنُ في صلواتِهم.
.
من يعبرون الخوفَ دون عنايةٍ
من يدهشون الموتَ في سكراتِهم
لم يشبهوا صخب الحياة وطيشِها
لكنّهم كشفوا حقيقة ذاتِهم
في قلبهم وجعٌ قديمٌ واضحٌ
ينشقّ عنه الحزنُ في ضحكاتهم
صدوا هموم النفس عن نزواتها
وتشبثوا بالحلمِ في صولاتهم
هم ضحكة الأطفال في إخفاقها
وعيونِ َمنْ ناموا على دعواتِهم
من أجّلوا المنفى بخفّة رقصةٍ
كيلا ينال الخوفُ من قسماتِهم
ضحكوا على الدنيا وقاموا بعدَها
إذ يصنعون الحبَ من مأساتِهم
للشمس حين تفيقُ قالوا مرحبا
فتوهّجت ذهبا على جبهاتِهم
ترمي إليهم سحرها مزهوةً
فيطل نور الله في ظلماتِهم
فكأنّ ليل الخوف وهمٌ كاذبٌ
ونهار هذا الليل دون شتاتِهم
ناموا على حلمٍ بأنّ الأرض
تعشقهم فزفّوا نخلها لفراتِهم
الكادحون على سواعد جهدهم
شادوا حدود الأرض من زفراتِهم
في كلّ ركنٍ قصّةٌ تُحكى لنا
لحكايةِ البسطاءِ قدر ثباتِهم
في كلّ ركنٍ أوجهٌ مألوفة
تلقي على التاريخ عينَ حياتِهم
*شاعر مصري
مرتبط
