يقول في مذكراته (صفحات من الذكريات)(1):
ويقول: “وبعد تفكير صعب اهتديت إلى زيارة المملكة العربية السعودية، لعلّ زيارتي الأولى لها تفتح لي مجالاً للتسجيل لإذاعتها، مضافاً إلى ذلك بيعها التسجيلات الجاهزة التي كانت بحوزتي، ريثما تنفرج الأزمة في عدن، ويتحقق الاستقلال الذي كان وشيكاً، ولكن سرعان ما تلاشى الحلم اعتماداً على الأخبار التي كانت تردني في صنعاء بأني في القائمة السوداء {لدى الأجهزة السعودية}، بسبب الأغاني!! وعزمت على السفر إلى السعودية عن طريق أثيوبيا لوجود أصدقاء كثيرين فيها من أهل النفوذ، بعد أن بعت سيارتي الجديدة للأستاذ عبد الله عبد الوهاب نعمان”.
يضيف المرشدي: “ناولته النصوص والقصائد، وعددها ثمانٍ، للتسجيل مع فرقة الإذاعة، والأشرطة المسجّلة عليها الأغاني، وقال مدير الإذاعة: المسألة إجراء روتيني -إجازة القصائد والاستماع إلى الأغاني المسجّلة، وسوف استعجل الإجراءات، وتأتيني بعد يومين”
يقول المرشدي: “كنت أتابع المفاجآت بفرح، ثم بدد الأستاذ يحيى هذا الفرح، وأحاله إلى حزن شديد وكآبة، عندما قال:
يورد المرشدي تفاصيل الحوار مع “كتوعة”، ومنها إصراره على تسجيل الأغنية، وليأخذ الوقت الذي يريده ضيفاً على الإذاعة، ثم أخرج له تسجيلات من دُرجه للأغاني الوطنية التي أداها المرشدي، وأرفقها بقوله: “اسمح لي.. أيش معنى السلال والأناشيد التي لا حصر لها، بماذا تفسر ذلك؟”.
يقول المرشدي: “أخذت بضاعتي ومشيت أنا وصاحبي، وكان الاستغراب بادياً على محيّا مدير الموسيقى، لعل الموقف ليس مألوفاً، وكان له صداه في أروقة الإذاعة، لا سيما والإغراء المادي كان كبيراً. وكان أحدهم قد مر بجانبي عند خروجي ورمى بكلمة أراحتني(2)، وكان هذا الموقف هو أول مواجهة لي مع المال الحرام”.
مواضيع ذات صلة
8 سبتمبر، 2024
9 مايو، 2024