عن كثب/خاص.. نشر الصحفي والملل الرياضي اليمني محمد العولقي مقالاً مقتضباً مساء اليوم الثلاثاء، تحدث فيه عن أكثر لقطة مرعبة في تاريخ كرة القدم.
العولقي الذي انضم مؤخراً لعالم التواصل الاجتماعي، شكل اضافة جديدة وهامة لمتابعي وعشاق كرة القدم بعد سنوات من الصحافة الورقية والالكترونية التي أبدع فيها وأمتع عبر صحيفة الرياضة التي رأس تحريرها لسنوات.
بلغته وروحه الرياضية التي لا يتقنها غيره، ومن الزاوية لا يطل على المستطيل الأخضر منها سواه، حلل الأستاذ العولقي لقطة تصدي حارس المنتخب الأرجنتيني لهجمة لاعب منتخب فرنسا في المباراة النهاية من مونديال كأس العالم 2022.
نص المقال:
* لقطة تحبس الأنفاس من فرط الإثارة.. تتوارى أمامها أفلام الرعب خجلا و كسوفا..
* لو قدر لمؤلفي و مخرجي أفلام الرعب و الإثاره و الخيال العلمي كتابة سيناريو فيلم.. لما تمكنوا من محاكاة هذه اللقطة المرعبة و المخيفة..
* كان بين الصافرة و النهاية الدراماتيكية في نهائي مونديال قطر شعرة..
* فجأة كرة ممررة من العمق الفرنسي.. من فوفانا تحديدا.. تلتهم الفضاء و المساحة و ينكشف الدفاع الأرجنتيني..يخرج الفرنسي كولو مواني كطيف هارب من أجندة الزمن..
توقف الزمن جزء من الثانية..
* الحارس الأرجنتيني من الوضع مائلا يخرج بجسارة.. كان عليه أن يحول مرماه إلى خرم إبرة حتى لا يمر الجمل الفرنسي بما حمل..
* فغر الجميع أفواههم..
ساد صمت القبور في المدرجات..
* ليونيل ميسي من هناك جحظت عيناه.. تهالكت قدماه.. هربت الدماء من وجهه.. أصبح بلا نبض و بلا ملامح…
القلوب نفسها توقفت عن الخفقان و النبض.. بدأ و كأن الكرة الأرضية توقفت برهة عن الدوران..
*لا أحد تجرأ على الصراخ..
لقد بحت أصوات كل من كان يشاهد هذا الوميض المرعب..
* أوشك لحظتها الفرنسي كولو مواني أن يكون بطلا أو صفرا..
* انطلق من العمق و كأنه أحدب نوتردام.. على يساره كان كليان مبابي يترصد تمريرة ..
* بكل المقاييس كان في متناوله تكفين التانغو.. و الصلاة على منتخب الأرجنتين صلاة الجنازة..
* وحده الحارس الأرجنتيني ديبو مارتينيز .. تقمص دور دراكولا بحرملته السوداء..بدأ و كأنه مارد خرج من قمقم مصباح علاء الدين السحري..
* كانت الخيارات أمام مواني كثيرة.. لكن القرار كان في جزء من الثانية..
لماذا لم يمرر إلى يساره حيث مبابي يستعد لنفث سمه الزعاف برباعية غير مسبوقة؟
* لمسة واحدة فقط من مواني كانت ستغير مجرى التاريخ.. ليحظى مبابي بكل شيء في النهائي على حساب ميسي..
لماذا لم يرفع الكرة (لوب) فوق الحارس المندفع؟
لماذا صوب بكل هذه القوة الانفعالية.. وقد كان في وضعية مثالية لاتخاذ القرار السليم؟
* هذا أعظم و أهم و أبرع تصد لحارس مرمى في كل نسخ بطولات كأس العالم..
* هذا التصدي غير بوصلة كأس العالم من باريس إلى بوينس آيرس..
* هذا التصدي حرم مبابي من مجد عالمي كبير لم يسبقه إليه سوى الجوهرة بيليه..
* هذا التصدي أعطى ليونيل ميسي كل شيء في مونديال قطر.. بعد أن أوشك أن يخسر كل شيء..
* هذه كرة القدم.. تفاصيل صغيرة.. سر إثارتها في مفارقاتها غير المتوقعة.. و الأهم أن مصائبها عند قوم فوائد.